يعتبر جسر موستار هو مصدر الحياة الأساسي في مدينة موستار و ذلك منذ أن تم تأسيسه في القرن السادس عشر الميلادي، و هذا الجسر يقع في موقع أسطوري ويقصده السياح بغرض التقاط صور اثناء القفز من فوقه إلى المياه الكريستالية الموجودة أسفله في نهر نيريتفا على ارتفاع ٢٧ متر.
جسر موستار
موستار
هذا الجسر مثله مثل البلدة القديمة الموجود فيها كلاهما يقعان تحت حماية منظمة اليونسكو و هو تقريبا واحد من أجمل الجسور في العالم، و إن شكل الجسر القديم وحده له قصة خاصة به، فيقال أن هذا الشكل يمثل الحياة نفسها و أن الجسر يمثل نصف دائرة الحياة و انطباع ظل الجسر على المياه يمثل النصف الثاني من هذه الدائرة و النصفين معا يشكلان تعبيراً عن الحياة. و يتم اعتبار هذا الجسر القديم من قبل السكان المحليين بمثابة خشبة مسرح يقوم شباب مدينة موستار باثبات شجاعتهم من خلال قفزهم في نهر نيريتفا و يعتبر هذا الفعل نوع من اختبار النضوج للفتية و إن هذا التقليد قائم منذ ٤٥١ سنة أو أكثر.
القفز من جسر موستار
يتم تجريب القفز إلى النهر وكأنهما طيور في الهواء مما يجعل هذا يبدو كأنه نوع خاص من الرياضات المثيرة و التقاليد الساحرة، بعض الأشخاص يقفزون قفزة بشكل حاد و البعض الآخر يقفز بالطريقة التركية و بعضهم يقفز إلى المياه بثنائيات و هناك من يقفزون ثلاثة في وقت واحد، و جميع هؤلاء يكونوا سعداء و فخورين حينما يصلوا إلى البر ثم الصعود على الصخور و الوصول إلى نهاية الجسر لكي يقبلوا الهدايا من الوزير. “كتب كاتب سفر شهير اسمه أوليا جلبي هذا أثناء مشاهدة القافزين من الجسر القديم في مدينة موستار”، و ان أنماط القفز المختلفة التي تم وصفها بقلم هذا الكاتب الشهير المعروف عالمياً ما زالت محفوظة إلى يومنا هذا.
القفز من جسر موستار
لقد تمكنت المدينة من الحفاظ على هذا التقليد و خصوصاً حينما كان الجسر مدمر، فكان مهما أن يتم الحفاظ على التقليد أثناء ذلك الوقت، و كل شيء آخر بجانب ذلك كان مجرد كماليات حين اعترف العالم أجمع بأهمية هذا التقليد.
هناك خطط لضم القفزات الأكثر شهرة في تاريخ الجسر القديم في مدينة موستار الى قائمة التراث العالمي التابعة لمنظمة اليونسكو قريباً، و إن الجميع في موستار ينتظر حدوث هذا بشغف،فان كل من مدينة موستار و الجسر القديم سوف يصبحان حينئذ متفردان بنفسيهما.
مدينة موستار
إن قفزات جسر موستار تمثل الحدث السياحي الأكثر أهمية لدى الزائرين و هو بمثابة النشاط الأبرز و الأشهر في مدينة موستار و في البوسنة و الهرسك بأكملها، و أثناء أوقات القفزات التقليدية من الجسر فإن السائحين من جميع أنحاء العالم هم ضيوف عند هذه الجوهرة الثمينة و في يوم 30من شهر يوليو سوف يكون يوم القفز التقليدي رقم ٥٤١ من الجسر القديم و سوف تكون مدينة موستار في هذا اليوم مركزاً للأضواء التي تتسلط عليها من جميع أنحاء.
السياحة في موستار
القافزين سوف يجربوا حظهم بالقفز من على الجسر القديم بأقدامهم و لكنهم سوف يقومون باستعراض طائر السنونو الشعبي من أكثر منصات العالم جمالاً في شهر يوليو، و في هذا العام مثل الأعوام السابقة فإن المشاركين سوف يأتون بلا شك من جميع أنحاء العالم، و لكن معظم القافزين سوف يكونوا من مواطنين مدينة موستار.
جسر مدينة موستار
لورانس ليستو القافز الفائز من عام سابق و الذي قد فاز بنفس اللقب 10 مرات. وايضا من اشهر القافزين أمير باليتش الذي فاز بثلاثة عشر لقب بأنه أفضل قافز و فاز أيضاً بمعظم الألقاب التي يتضمنها تاريخ القافزين في مدينة موستار بأكمله، و هو يستعيد بداياته حين كان في الخامسة أو السادسة من عمره و بدأ يمارس القفز من ارتفاع اثنين أو ثلاثة أمتار فقط، و لقد استمر هذا الارتفاع بالزيادة مع مرور السنوات، و لقد دخل إلى المنافسة لأول مرة في عام 2000 و في العام 2004 فاز بأول لقب له في القفز من فوق الجسر القديم في مدينة موستار.
جسر موستار قديما
هذا التقليد الذي ربما يراه البعض تقليدا يحتوي على بعض الخطورة هو في الحقيقة يرمز شيئاً هاماً و كبيراً لدى سكان هذه المدينة المحليين فهو يعبر عن تاريخ طويل قد شهدته هذه المدينة. و هو يقدم للشباب فرصة التعبير عن نضجهم و أنفسهم حين يقفزون من جسر موستار، و هو دون ريب يعبر عن جزء جوهري من ثقافة هذه المدينة الجميلة.
