مدينة قرطبة
قرطبة مدينة إسبانية شهيرة و تفتخر مدينة بما تمتلك من تاريخ عريق، و هذه المدينة الجميلة هي واحدة من أكثر الوجهات السياحية شعبية و تفضيلا في إسبانيا بداية من مسجدها و كاتدرائيتها الفريدة من نوعها إلى باحتها الجميلة المزينة بالزهور و التي يتم فتحها للعامة في شهر مايو من كل عام. tهذه المدينة تستطيع إرضاء مختلف الأذواق و الرغبات السياحية.
مدينة قرطبة
كاتدرائية – جامع قرطبة
إن مسألة الذهاب إلى قرطبة من دون زيارة كاتدرائية وجامع قرطبة مثل الذهاب الى غرناطة دون زيارة قصر الحمراء أي أنه شيء لن تغفره لنفسك ما حييت. فإن هذا المكان هو أعظم معالم مدينة قرطبة على الإطلاق، فإن من بعد دخول المغاربة المسلمين إليها في العام ٧١١ ميلاديا كان هذا المكان قبل ذلك كنيسة مسيحية قوطية كانت يتم استخدامها من قِبل المسلمين و المسيحيين باعتبارها مكان عبادة و مقدس،و لكن في سنة ٧٨٤ ميلاديا و من أجل الأمير عبد الرحمن تم تدمير الكنيسة و بدء العمل على بناء مسجد عظيم و ضخم.
و إن العمل على هذا المسجد الضخم استمر على مدار قرنين من الزمان و لقد كان الانتهاء من بناء هذا المسجد أخيراً في العام ٩٨٧ ميلاديا، في الوقت الذي كانت فيه مدينة قرطبة هي النقطة الأهم في المملكة الإسلامية و حينما تم غزو المدينة من المجاهدين المسيحيين في العام ١٢٣٦ ميلاديا تم حينها تحويل المسجد إلى كنيسة مرة أخرى. و في القرن السادس عشر الميلادي قام تشارلز الخامس بإضافة المعمار النهضوي الناڤي على رأس العمارة المغربية الإسلامية، و لقد أدت هذه العمارة المهجنة من العمارة النهضوية و العمارة المغربية الإسلامية إلى سخط و غصب الناس و لكنها في نفس الوقت فتنتهم و أثارت إعجاب الجميع.
كاتدرائية – جامع قرطبة
كاتدرائية – جامع قرطبة
مدينة الزهراء
إن كاتدرائية و جامع قرطبة الموجودة في المدينة قد حصلت دوماً على النصيب الأكبر من إعجاب السائحين و ذلك باعتبارها واحدة من معالم الجذب التاريخية الأكثر شهرة في أوروبا، و لكن مدينة الزهراء تقع على بعد حوالي ثمانية كيلومترات أي خمسة أميال فقط خارج حدود مدينة قرطبة، و لقد كانت الزهراء في منتصف القرن العاشر الميلادي هي المدينة المشرقة و قد كانت حينذاك العاصمة المعروفة للأندلس حينما كان المغاربة يحكمون إسبانيا. و لقد تم البث في بناء الزهراء في عام ٩٣٦ ميلاديا بأمر من الخليفة الأموي في قرطبة آنذاك و هو عبد الرحمن الناصر الثالث، و لقد استمرت الإضافات و التعديلات لعدة قرون بعد ذلك الوقت، و لكن في عام ١٠١٠ ميلاديا تم نهب الزهراء تماماً و ظلت مكاناً مهجورا لعدة قرون. و إن أطلال مدينة الزهراء لم يتم اكتشافها إلا عند بداية القرن العشرين. و بالإضافة إلى كل ذلك قد تم عد نسبة ما تم اكتشافه لحوالي عشرة من مئة فقط من المدينة الأصلية، و لكن هذه النسبة الضئيلة بإمكانها أن تعطينا فكرة جيدة عن مدى روعة مدينة الزهراء و عظمتها.
مدينة الزهراء
مدينة الزهراء
المعبد الروماني Roman Temple
إن واحد من أسباب البهجة التي تشعر بها أثناء زيارة مدينة قرطبة هي أنك تكون قادراً على الاستمتاع بمشاهدة معالم أثرية و تاريخية من العصور الثلاثة و الثقافات الثلاثة المختلفة التي مرت بهذه المدينة و هما العصر الذي حكم فيه الرومان و بعد ذلك حكم المغاربة المسلمين و ثم الغزو المسيحي الذي استمر في حكمها المدة الأطول. و إنه لم يتم توسيع قاعة قرطبة قبل فترة خمسينيات القرن الماضي، و هي اكتشاف لـ أطلال ما يعتقد أنه كان أهم معبد روماني في المدينة آنذاك. و لقد تم بناء هذا المعبد أثناء حكم الامبراطور كلوديوس الروماني في منتصف القرن الأول بعد الميلاد و قد تم تجديده في القرن الثاني بعد الميلاد، و هو يمتلك أعمدة ضخمة تبقى منها عشرة طولها قد يعتقد أنها تصل للسحاب وسط المباني السكنية الحديثة التي تنطح السحب. و لقد أثارت إعجاب علماء الآثار أنواع الرخام و جودته و الحرفية البالغة التي تم استخدامها في تشييد هذا المعبد الذي يتوجب أن يكون من الناحية النظرية حين تم بناؤه واحد من أعظم الهياكل المعمارية التي خلفتها الإمبراطورية الرومانية في قرطبة. و ربما حتى أنه قد يكون واحد من اجمل المعابد و الهياكل المعمارية التي يتجلى فيها جمالية الفن المعماري في جميع أنحاء الإمبراطورية الرومانية بأكملها.
Roman Temple
Roman Temple
هذه الأماكن الاسبانية العظيمة يمكنها أن تؤكد عراقة تاريخ مدينة قرطبة الجميلة و تؤكد مدى تنوع الثقافات الذي ما يزال ظاهرا في سكان المدينة إلى الآن. و إننا نتمنى أن يكون أسلوب عرضنا لهذه الأماكن المتميزة قد استطاع أن ينال اعجابك و اهتمامك لحثك على زيارة هذه المدينة الجميلة و زيارة هذه المواقع الأثرية المتميزة.
